في فصلِ الشِتاء
مخيم البقعة | بقعاوية
في فصلِ الشِتاء , , ,
أسيرُ في شوارِع المُخيم وزِقاقِه , أنفثُ قَهر المُخيمِ بالدُخانِ الخارجِ من فمي , أمشِي على عجلٍ ولا أقدِر لأن وحلَ الشوارع وحُفره تُعيقُ حَركتي
فألجأُ للمشي قفزاً من عتبة ’ إلى عتبةِ آخرى ,,,
فأمرُ بأحدِ تلك البيوت المتهالِكة فأسمعُ ضجيجَ شُبانٍ يسهرون ويتحاورون وأكثرُ ما أسمعُ مِن كلمات ’’ قرفنا , إزهقنا ’’ وآخرون يشتمونَ الحَياة , وآخرُ يُشارِكهُم الجلسة يطربُ على أغاني فلسطين الوطنية وكانت ’’ من سجن عكا وطلعت جنازة ’’ ..
أهربُ مُسرعاً لا أريد أن أسمع أكثر من ذلك , فَـ مسيري داخل المُخيم جَعلني هَشاً كالتسعين مِن عُمره , أهربُ لأتجنبَ الموتَ قهراً , وفأقفِزُ لعتبةِ بيتٍ آخر فَـ ألمحُ بطرفِ عيني مِن شُباكِ المنزل خارِطة فلسطين تتوسط البيت , وعلى زاويةِ الشارع عَجوزٌ عاصر النكبة يُشعل النارَ ويُسامِرُ عَجوزه بالحديثِ عن البلاد وأملِ العودة لها ....
لَن أُطيلَ الحَديثَ أكثر , فقط أتمنى من الله ألا يأتي شِتاءٌ على المُخيم إلا وإن كُنا عائدين ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق