موقف الإخوان المسلمين من الفن و الفنانين
جماعة الإخوان المسلمين لا تشكل خطرا على الفن... هذا ما أكده فنانون بارزون في مقدمتهم الممثل المصري العالمي عمر الشريفسنة 2005، في تصريحات خاصة لمراسل إسلام أون لاين على هامش مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أعرب الفنان القدير، عمر الشريف، عن عدم قلقه على الإبداع و الفن من التواجد القوي للإخوان المسلمين في البرلمان المصري بالقول : الإخوان لن يشكلوا أي تهديد للفن، و أنا أعرفهم من زمان فهم ليسوا معادين للفنون، بل أذكر أن أبرز قادتهم كانوا حريصين على متابعة الأعمال الفنية و السينمائية في فترة الخمسينيات
و حول تخوف بعض النقاد على الحركة الفنية من الإخوان المسلمين، قال عمر الشريف بأن هذه الضجة مفتعلة و "أن هناك من يتعمد تشويه صورة الإخوان المسلمين فى مصر و العالم". و وصف الفنان القدير من يروجون لها بأنهم أناس لا يعرفون حقيقة الجماعة الإسلامية و يجهلون الإيديولوجية التى يؤمن بها قادتها و يتحركون على أساسها
و من جانبه أعرب عبد العزيز مخيون عن إختلافه مع كل من يرى خطرا من الإخوان المسلمين على الفن المصري. و أبدى الممثل المصري تفاؤلا بخصوص نجاحهم بالإنتخابات التشريعية لسنة 2005 و إقترابهم من السيطرة على ربع مقاعد البرلمان المصري بالقول : أنا متفائل لوصولهم إلى مركز التشريع، لأنها ستكون فرصة لأن يحاربوا كل ما يهدم قيم و ثوابت المجتمع بإسم الفن، كما أنني واثق من أنهم لن يمنعوا و لن يتصدوا إلى أي عمل يحمل رسالة تساهم في بناء مجتمع قوي و متكامل
صلاح السعدني، إنضاف هو الآخر للائحة الفنانين الذين دافعوا عن موقف جماعة الإخوان المسلمين من الفن. فى حوار مع إحدى الصحفيات دافع الفنان المقتدر عن الإخوان المسلمين و قال : "لا أخاف منهم إطلاقا لأنهم مصريين و وطنيين و عندهم تجربة سياسية عمرها ثمانين سنة، كانوا يعملون تحت الأرض و هم شديدي التنظيم". و أضاف : "أول شئ فعله الشيخ حسن البنا بعد إنشاء الإخوان المسلمين هو إنشاء فرقة المسرح الإسلامي و كان أول مخرج فيها الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي". و كشف الممثل المصري على أنه بدأ مشواره الفني مع شخص يدعى محمد عثمان و هو من ممثلي المسرح الإسلامي. و ختم بالقول : فلا يوجد قلق من شيء
بالموازاة مع هاته التصريحات، أكد العديد من قيادات حزب "الحرية و العدالة"، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، أن موقفهم من الفن و الإبداع يتمثل فى الحلال و الحرام، فهم مع الفن و الإبداع الذى يتماشى مع الهوية و التقاليد المصرية و الإسلامية، و يعارضون العرى و الجنس و القبلات. و أوضحوا أن حزبهم يسعى إلى العودة بمصر إلى دورها الريادي فى الفن و النهوض بالصناعة الفنية بإعتبارها موردا مهما من موارد الدولة و الدخل القومي
قادة جماعة الإخوان المسلمين أكدوا أكثر من مرة على تبنيهم لسياسة فنية تهدف إلى تشجيع الفن الراقي و الشركات المنتجة على إنتاج فن محترم يواجه الفن الذي يعاني الإسفاف و العرى. فها هو ذا الدكتور محمد حبيب، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق، يؤكد لصحيفة "المصري اليوم" على أن "الحكم على الفن سيتم حسب ما يقدمه هذا الفن و ما يقدم فيه، و كذلك بالنسبة للمسرح و التليفزيون". و أضاف : "لا يوجد تعارض مع الفن و الإبداع مادامت السينما و المسرح و التليفزيون تتفق مع الهوية المصرية وهوية الأمة. السينما حلال و مشروع متوافق مع النظام و الدولة و الخصوصية و شفافية الأمة و ثقافتها طالما تقدم مادة لا تتعارض مع التقاليد العريقة للمجتمع و الدولة و النظام العام و هوية الأمة الإسلامية و خصوصية و ثقافة المجتمع المصري"، واصفا المخاوف من غلق السينما و المسارح بالكلام الفارغ
جماعة الإخوان المسلمين، جماعة تبنت فكر و عقيدة الأشاعرة. و الأشاعرة، فكرهم و عقيدتهم شيء، و فكر و عقيدة التيارات السلفية شيء آخر. الإخوان المسلمين، من الخطأ أن نتحدث عنهم و كأننا نتحدث عن الوهابيين و بقية السلفيين. مواقفهم مختلفة تماما عن مواقف معتنقي التيارات السلفية. ففيما يتعلق بالفن، على سبيل المثال، موقفهم معتدل. على عكس الجماعات المتطرفة، جماعة الإخوان المسلمين لا تحرم الفن، بل تشجعه و تحرص على الرقي به... و هذا سبب من أسباب إتهامها بالكفر و الزندقة
كما قال الفنان القدير عبد العزيز مخيون "أنا متفائل لوصولهم إلى مركز التشريع، لأنها ستكون فرصة لأن يحاربوا كل ما يهدم قيم و ثوابت المجتمع بإسم الفن، كما أنني واثق من أنهم لن يمنعوا و لن يتصدوا إلى أي عمل يحمل رسالة تساهم في بناء مجتمع قوي و متكامل"، فجماعة الإخوان المسلمين لا تحارب الفن بل تخدمه، تقننه و تنظفه من الأعمال الفنية الرخيصة و المعادية لقيم مجتمعاتنا الإسلامية. موقفهم من الفن هو نفس موقف الشعوب الإسلامية من الأعمال الفنية... فالغالبية ترفض ما تبته قنواتنا من أعمال فنية مخلة بالحياء، الغالبية متعطشة لفن راقي يتماشى مع ثقافتنا و هويتنا الإسلامية
موقف جماعة الإخوان المسلمين هذا من الأعمال الفنية الرخيصة و المعادية لقيم مجتمعاتنا الإسلامية، موقف لا يتعارض مع إرادتنا الشعبية، بل هو سبب من بين الأسباب التي تجعل الغالبية تصوت لصالح الأحزاب الإسلامية ببلداننا، لكنه موقف يزعج من يهدفون إلى إفساد مجتمعاتنا و يسيئون إلى الفن بأعمالهم المخلة بالحياء. موقفهم هذا من الكلام الفاحش، الأفكار الهدامة و الأعمال المخلة بالحياء هو ما يجعل أعمدة الفساد (إلهام شاهين، هيفاء وهبي، عادل إمام، إلى آخره) تحاربهم و ترخص للجيش المصري بإستعمال القوة لفض إعتصماتهم و حرمانهم من حريتهم و حقهم في التعبير
بعض الناس صدموا لعرض الفنانة اللبنانية، هيفاء وهبي، ثلاث صور لها في العاصمة المصرية القاهرة، قرب و فوق ناقلة جند تابعة للجيش المصري، وهي ترمز للنصر. العديد صدموا من قبل بمواقف بعض الفنانين، و على رأسهم عادل إمام و إلهام شاهين، من الإخوان المسلمين. ماذا كان يعتقدون ؟! أن يبكوا محمد مرسي و ينادوا بعودة الشرعية، تطبيق الشريعة الإسلامية و تشديد الرقابة على أعمال الإنحلال و الخلاعة ؟! أعمدة الفساد تدافع على مصالحها و فساد فنها. ترفض الرقابة الشرعية، تهاب تفعيل نصوص قانون الرقابة التى تمنع المشاهد الخادشة للحياء و التي لم تحترم في زمن حسني مبارك، تهاجم الإسلاميين لأنها تريد فنا عاريا... لا غرابة في كرههم للإخوان المسلمين إلى حد الإشادة بالجيش المصري و ما إرتكبه من جرائم ضد أنصار الرئيس المخلوع، محمد مرسي
تابعونا بكل جديد على صفحتنا على الفيس بوك لايك وشير
0 التعليقات:
إرسال تعليق