تصلب الشرايين
طبيبة واعلامية مصرية
أحيانا ما تبدأ الإصابة بتصلب الشرايين، وهي عملية بطيئة تحدث في هدوء، في فترة المراهقة أو العشرينات من العمر. ولكن بعض الأشخاص الذين يعانون تصلب الشرايين يعيشون طوال حياتهم من دون أن يشعروا به.
وبعضهم يتعرضون لذبحة صدرية أو مشاكل أخرى عندما يمارسون التمارين الرياضية أو يتعرضون للضغوط، بينما يتعرض بعض آخر لنوبات قلبية أو سكتات دماغية.
تصلب الشرايين ما الذي يحول حالة تصلب الشرايين من مشكلة مزمنة يمكن توقعها نسبيا إلى حالة طارئة تهدد بالوفاة؟ السبب في الغالب هو عامل محفز - صدمة بدنية أو نفسية تؤدي إلى تغير مفاجئ في عمل القلب والأوعية الدموية.
تسبب بعض العوامل ارتفاعا في ضغط الدم.. بعضها يؤدي إلى زيادة ضربات القلب، بينما تؤدي أخرى إلى تجلط الدم، وتصلب الأوعية الدموية، أو تتسبب في سلسلة من الالتهابات.
يمكن أن تتجمع هذه الأعراض حتى تتراكم في صورة تكون جلطة دموية (تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية)، أو تمزق في أحد الأوعية الدموية (مما يؤدي إلى سكتة دماغية نزفية)، أو اضطراب ضربات القلب (مما يؤدي إلى توقف مفاجئ للقلب).
عوامل محفزة
حتى الآن، تم التوصل إلى أكثر من عشرة عوامل محفزة. وتتنوع تلك العوامل ما بين عمل شاق مثل تجريف الثلوج والممارسة الجنسية إلى الزلازل أو تلوث الهواء.
ما مدى خطورة تلك العوامل؟ أقدمت دراسة أجراها باحثان تابعان لجامعة هارفارد موراي ميتلمان وإليزابيث موستوفسكي على الخطوة الملحة بمناقشة هذه العوامل بدقة. (مجلة «سيركوليشمن» (الدورة الدموية)، 19 يوليو - تموز 2011). ومن الممكن أن تثير عشرات الأنشطة والأحداث والظروف الإصابة بنوبات قلبية أو سكتات أو توقف مفاجئ للقلب.
وفي ما يلي قائمة بتلك العوامل من الأكثر إلى الأدنى خطورة:
- عدوى الجهاز التنفسي
- النشاط البدني (التمرينات الرياضية، تجريف الثلوج)
- تناول الكوكايين
- الغضب
- الممارسة الجنسية
- وجبة ثقيلة
- تناول الماريخوانا
- الاكتئاب
- المشروبات التي تحتوي على الكافيين
- تلوث الهواء
- الحروب أو الهجمات الإرهابية
- الزلازل مخاطر نسبية ومطلقة
- تتناول معظم الدراسات التي دققت في العوامل المحفزة المخاطر النسبية، التي تقارن درجة الخطورة بين مجموعتين من الأشخاص. في إحدى الدراسات، يزداد خطر الإصابة بنوبة قلبية بين الأشخاص غير المعتادين على النشاط عندما يمارسون نشاطا بدنيا عنيفا في الساعة السابقة، مقارنة بالأشخاص الذين لا يمارسون نشاطا عنيفا بمعدل 107 مرات.
الأهم من ذلك هو الخطر المطلق. والمقصود به هو إمكانية إصابة الشخص بأزمة قلبية في فترة معينة. لنضرب مثالا على ذلك بشخص غير معتاد على النشاط، غالبا ما تكون فرصة إصابته بأزمة قلبية بعيدة، في حين تبلغ نسبة الخطورة المطلقة بإصابته بأزمة في الساعة التالية لممارسته تمرينات رياضية، 28 في المليون - وهي نسبة غير مخيفة مثل ازدياد الخطورة النسبية بمقدار 107 أضعاف.
استعان الباحثان ميتلمان وموستوفسكي بالخطورة المطلقة من أجل تقدير عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى عامل محفز أو التعرض لأحد المثيرات من أجل الإصابة بأزمة قلبية مرة واحدة.
كانت الأعداد مطمئنة. على سبيل المثال، يحمل الغضب خطورة بمقدار ستة، مما يعني إمكانية إصابة الشخص الذي يتعرض لنوبات غضب بأزمة قلبية بنسبة تزيد ستة أضعاف على إمكانية إصابة الشخص الذي لا يتعرض للغضب.
ولكن بدراسة الخطورة المطلقة، توصل الباحثان إلى أنه إذا تعرض 1000 شخص ممن تقل لديهم احتمالات الإصابة بأمراض القلب لنوبتين من الغضب يوميا، من الممكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بأزمة قلبية إضافية في العام. ووسط المجموعة التي تزيد لديهم احتمالات الإصابة، تصل التقديرات إلى خمس أزمات إضافية في العام.
يتوقف تأثير العوامل المحفزة على الإصابة إلى حد كبير على صحة القلب والأوعية الدموية. وتزيد إمكانية تسبب هذه العوامل في إصابة المريض بالقلب بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو توقف القلب عن الشخص الذي ينعم بقلب وشرايين صحيحة.
كما أن الحالة البدنية أيضا مهمة، فترتفع احتمالات تسبب التمرينات البدنية في الإصابة بنوبة قلبية لدى غير المعتادين على الحركة عن من يمارسون الرياضة بانتظام.
تثبيط المحفزات
ومن المستحيل تقريبا تجنب العوامل المثيرة للقلب والأوعية الدموية، ولكن من الممكن الحد من آثارها أو إخمادها، وذلك عن طريق:
- الحد من الخطورة المطلقة، بأن تجعل شرايينك قوية بممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين، وتناول طعام صحي للقلب، والتحكم في ضغط الدم ومعدل الكولسترول والسكر في الدم، والوزن.
- إضعاف محفزات معينة. تقلل الممارسة الرياضية المنتظمة من فرصة الإصابة بنوبة قلبية أثناء أداء الرياضة أو تجريف الثلج أو ممارسة الجنس. سَيْطِر على التوتر والغضب والقلق. احصل على مصل الالتهاب الرئوي وتطعيم الإنفلونزا السنوي.
- تجنب بعض المحفزات. إذا لم تكن لياقتك البدنية جيدة، استعن بشخص في سن المراهقة من أجل تنفيذ الأعمال الشاقة. داوم على غسل اليدين، لا سيما إذا تعاملت مع شخص مصاب بالزكام أو أي عدوى تنفسية.
ابتعد عن المواجهات. حاول ألا تسرف في تناول الوجبات الغنية بالسعرات الحرارية. الزم المنزل أثناء موجات الحرارة أو في الأيام التي تشهد ارتفاعا في معدل تلوث الهواء.
يهدف هذا التناول للعوامل المحفزة على الإصابة بأمراض القلب إلى تمكين الأشخاص وليس تخويفهم. من الممكن أن تساعدك معرفة الأشياء التي تسبب الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية أو توقف القلب في تجنبها أو تقليص حدتها.
كما قد يساعد الوعي بتلك العوامل أيضا في الاستجابة سريعا إذا تعرض شخص ما لنوبة قلبية أو سكتة دماغية. وكلما كنت سريعا في التصرف، صرت أفضل حالا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق