يوميات عاشق خمسيني
عيد واحتضار
هذه هي تقالينا ، ان نتبدأ اعيادنا بزيارة الموتى ، نذهب الى المقابر حيث يرقد الاحبة بسلام فيما لا سلام لنا بعدهم . نبثُ نجوانا بالاشتياق لهم واحساس العذاب بفقدهم . نكلمهم نحاورهم ونشعر بانهم يروننا ويستمعون الينا . ولانهم يرونا نكون اسخياء معهم بالدعاء والدموع ، حتى يتأكدوا بانهم مازالوا يقبعون في نطاق الذاكرة لم يفارقوها . هذه هي تقاليدنا التي تضخمت بعد ازدياد قوافل الراحلين دون موعد ، ودون ان يتيحوا لنا فرصة عناقهم لآخر مرة .
حبيتي اليوم هناك ، تعايد الموتى من الاهل والاصحاب ، وقد اغلقت منذ يومين الحبل السري الذي يوصلني بالحياة ، موبايلها وصفحتها . انها تسد على رئتي مجرى الهواء فأختنق . هي تبكي الموتى لكنها لاتكترث بالاحياء من المحبين ، ولا اشعر ببهجة العيد من حولي .
حبيبتي : هل لك ان تعلمي بان الاحق من الموتى بالمعايدة هم اولئك الذين يحتضرون ، اولئك الذين اذا جدتِ عليهم بكلمة يقفزون من فراش مرضهم وحزنهم ، ممتلئين بالعافية . لو لم تعودي سيكون عليك اذن ان تزوريني في العيد القادم مع الراحلين ، بالضبط مثلما تفعلين اليوم .
فلسطينيون يرمون الورود صباح هذا اليوم لأرواح اللآجئين الفلسطينيين الذين قضوا اول امس في البحر.
تابعونا بكل جديد على صفحتنا على الفيس بوك لايك وشير
0 التعليقات:
إرسال تعليق