المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

إنظم لصفحتنا على الفيس بوك

المرجوا إنتظار 30 ثانية تجاوز

الأحد، 15 ديسمبر 2013

سوق الجنس يوميات أم صلاح ورفيقاتها محّركات الـ سكس في العراق

أم صلاح ورفيقاتها.. محّركات الـ«سكس» في العراق

 سوق الجنس.. من الافتراضي الى الواقع (عن الانترنت)

عمر الجفّال


صفحات الـ«فايسبوك» العراقية تفيض بالجنس. صفحات لنساء «قوادات» ظهرن فجأة وبتن ينافسن أكثر السياسيين شعبيّة، وأكثر رجال الدين تأثيراً.. على الـ«لايكات».
منذ شهر آب الماضي، حصلت صفحة «أم صلاح» على أكثر من 71 ألف معجب. لم تقم بأي إعلان مموّل على الموقع. تجمّع الشباب حول الصفحة كالنمل حينما يعثر على قطعة سكّر. وأم صلاح، بطبيعة الحال، سكّر مفقود في العراق. الجنس حرام، والعلاقات بين الشبّان والشابات تكاد تكون معدومة. وهذا يعني أن الحرمان يتسع، والسكّر يبور في المنازل، والنمل لا يقضم نفسه ما دامت أم صلاح وأخواتها تقدّم وجباتهن على صحون المجتمع الالكتروني الفاخرة.

صور.. صور

صور كثيرة تنشرها «أم صلاح» و«أم علي» و«أم زمن» وغيرهن. كل هذه الأسماء «ملحوقة» بكلمة «الكوادة». بعضهن يضعن إلى جانب أسمائهن اسم المدن التي يتواجدن فيها، فيما تختار أخريات أن تبقى «إقليميات»، لتوفير أرقام هواتف بائعات الهوى في أي محافظة كانت فيها.
تنشر أولئك النسوة صوراً لبائعات هوى لا يكشفن عن وجوههن، وينشرن أرقام هواتفهن من أجل الاتصال بهن والحصول على موعد من أجل ساعة «جنس» سريعة. والأمور خاضعة للعرض والطلب والمساومة، على الرغم من تحديد الأسعار مسبقاً. لكن في أشهر تعدّ «محرّمة»، مثل رمضان أو محرّم، تنخفض الأسعار بسبب قلّة الطلب وكثرة العرض.
في كل الأحوال أم صلاح وأخواتها يقدّمن صوراً وتعليقات لا بدّ أن تثير الشباب المتربصين في الصفحة، والمستعدين غالباً لتلبية طلباتهن.. وأولها إرسال بطاقات تعبئة رصيد للهواتف المحمولة.
بعد دقيقة على نشر صورة لفتاة بملابس داخلية فاضحة، تحصل أم صلاح على 47 تعليقاً. الشبّان يعرفون ما يريدون سريعاً. وكلمة واحدة تكفي لوصف حالاتهم ومستوى «حاجتهم». تبتزهم أم صلاح: «من يريد صوراً أكثر لهذه الفتاة فليرسل لي رصيد موبايل». تدير بعدها أم صلاح صفقات كبيرة داخل بريدها الخاص، ولا يعرف أحد كم جنت منها.

تجارة جنس الكترونية

وإذا كانت أم صلاح تلعب على مشاعر الشبّان، تلتزم غيرها بمعايير «المهنة»: تقديم بائعات الهوى ولا شيء غير ذلك. على المتحدث أن يكون موثوقاً، ومزكيّاً من قبل زبون دائم ومعروف، خشية من تعرّض الفتيات للاعتقال أو التعنيف من قبل الزبائن.
تحدثنا مع «أم علي»، من خلال وسيط تعرفه جيداً قبل أن توسّع أعمالها الكترونياً. رحبت باللقاء. تبدو وهي تتحدث كسيدة أعمال في أحد المكاتب التجارية. ترسل بعض الصور الإضافية للفتيات لتوسّع باب الاختيار. ولا تتوانى أحياناً عن الحديث عن أمزجة الفتيات اللواتي يعملن معها.
تكلفة ليلة كاملة مع إيصال الفتاة إلى المكان الذي ستقضي فيها ليلتها تصل إلى 100 دولار، بالإضافة إلى عشاء جيد، و«ويسكي» أو بضع زجاجات من البيرة للفتاة. لدى أم علي 1400 معجب، لا تعرفهم كلهم، لكنها تسعى إلى إبقاء صفحتها «نظيفة»، بحسب ما تقول.
تخصّص أم علي ساعة في منتصف النهار وأخرى في الليل، للتواصل مع الزبائن عبر «فايسبوك». قدراتها التشغيلية تسمح لها بتقديم فتيات في ثلاث محافظات، عبر شبكة علاقاتها المتشعبة.

قاموس المصطلحات

تكاد كلمة «سكس» تنحصر بالشبّان الذين يسكنون في المناطق الراقية. لم يعد لها استعمال إلا ما ندر في العراق. بعد أن كانت في التسعينيات الكلمة الأثيرة، والتي ترفع الحرج عن الشباب الذين يتحدثون عن أفلام «البورنو» والصور والأجساد الممتلئة. الآن يمكن الاكتفاء بالسؤال: «عندك أفلام؟». سيعرف ما يرمي إليه المتحدّث من خلال نبرة الصوت. أصبحت الكلمات الدارجة أكثر جرأة. لا سبيل للمواربة، ولا سبيل للحرج. الكلام ليس بحاجة إلى استعارات، وإنما يجب أن يقال كما هو.. من دون لفّ أو دوران. فالجنس والحديث عنه، دخل مرحلة السرعة.
تضع مجموعة «لن تفهمها إلا البنت العراقية»، وهي مجموعة سرية لفتيات على «فايسبوك»، شرطاً تعجيزياً من أجل الدخول إلى المجموعة، يحميهن من تسلل الشبان. المنشورات المسربة تثير فضول الشبّان. تتصرف الفتيات هنا على «طبيعتهن»، وكأنهن يتحدثن مع أنفسهن. يسألن أسئلة غاية في الصعوبة، تكاد لا تسمع خارج هذه المجموعة. يتحاورن فيما بينهن عن العلاقات الجنسية والزواج وأفلام الـ«بورنو». كل فترة، يضجّ الشبان بمنشور مسرّب من هذه المجموعة التي تبدو مثل جزيرة نساء لم تطأها قدما رجل من قبل.
الشرط هو: أن تصوّر الفتيات اللواتي يرغبن الدخول إلى «المجموعة» صدروهن العارية وعليها عبارة «لن تفهمها إلا البنت العراقية». بعدها تتداول المجموعة قرار القبول أو الرفض. لكن الشبّان لن يعجزوا عن المحاولة. أحدهم أسس صفحة وهمية، واستعان بـ«بنت هوى» من أجل هذه المهمة. دخل المجموعة، وبدأت التسريبات تتزايد، لكن المجموعة الآن محصنة، بحسب ما يقول، بعد أن قامت الفتيات بتنظيفها من «الجواسيس».
على عكس الكثيرين، يعلق بعض الشبان العراقيين على الصور، وربما يفاوضون «الكوادة»، بأسمائهم الصريحة. يعرفون أن هذه الأسماء ستظهر علناً أمام الآخرين. لكن الصمت سيحلّ بين الجميع. لن يسأل أحد عن السبب الذي دفع فلانا إلى الإعجاب بهذه الصفحة أو التعليق على تلك الصورة. يعرف جميع هؤلاء إحساس الوحدة، ولا سبيل لهم إلا بعلاقات الكترونية سريعة.. أو التواصل مع صفحات مثل صفحة أم صلاح وأخواتها.

(بغداد)

هناك 7 تعليقات: