عندما يحل الظلام وتغيب الشمس وينخرط الناس في دفء فراشهم
عندما يحل الظلام وتغيب الشمس وينخرط الناس في دفء فراشهم، نتذكر الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، هؤلاء العمالقة الذين حولوا زنازينهم ومعتقلاتهم إلى منارات للصمود والثبات وقهر السجان..
قد تكون نجواهم مع جدران الزنازين السوداء غير مسموعة ولكنها تدق أعماقنا بلا رأفة، إنها تهز أوصالنا لتذكرنا بنفوس عظيمة استعدت لأن تموت تدريجيا ليحيى دينها وشعبها ولتحيا قضيتها ودعوتها، هؤلاء الذين عبثوا بعقول المحققين "الإسرائيليين"، فأذاقوهم الويلات على عكس ما كان يرمي عدوهم اللعين..
إنهم عمالقة بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، عمالقة على اختلاف أجناسهم وتفاوت أعمارهم ومستوياتهم، فلهم كلهم العهد على الوفاء لتضحياتهم وصمودهم، ولهم منا الوفاء بالعهد على نصرتهم..
شريط افتراضي من الذكريات الأليمة مرت بخواطرنا عندما نجحت المقاومة في إرغام الاحتلال "الإسرائيلي" على التوقيع وتنفيذ صفقة "وفاء الأحرار" حيث أفرج بموجبها عن 1050 أسيرا وأسيرة مقابل الجندي "جلعاد شاليط"، وبطبيعة الحال فإن الذكريات الأليمة لم تكن لنجاح الصفقة – لأنها صفقة مشرفة ومذهلة بدون شك – ولكن نبش الذكريات يؤلمنا لأننا مازلنا نشعر بوجود أجسادا تقدر بالآلاف مازالت تعيش هناك خلف قضبان الاحتلال، أجسادا صامدة ورابطة جأشها في وجه الاحتلال.
فيا هل ترى سنتسم معهم حريتهم كما تنسمناها مع إخوانهم الذين سبقوهم في "وفاء الأحرار"؟، وهل سيأتي اليوم الذي نكحل عيوننا برؤيتهم كما إخوانهم؟، إن الإجابة عن هذا السؤال لن تكون محل تشكيك أو تأويل، لا بل إن الإجابة بكل يقين وثقة بالله عز وجل ستكون نعم، سنتنسم حريتهم معهم، فالأمل كبير جدا أيها الأبطال..
0 التعليقات:
إرسال تعليق