اللواء حكمت مهيار ... بطل معركة كفار عصيون .
الاردن اليوم :- انتقل إلى رحمة الله تعالى المغفور له بإذن الله اللواء المُتقاعد حكمت مطيع مهيار أحد قادة الجيش العربي ومدير الأمن العام الأسبق الذي وافته المنية الثلاثاء 30 تشرين الاول 2013 ؛ ملبياً نداء ربه مؤمناً وصابراً ومُحتسباً.
يُشار إلى أن المرحوم مهيار أحد مؤسسي وُبناة الجيش العربي وجهاز الأمن العام.
ولد في السلط عام 1914. ودرس في مدارس السلط ثم التحق بجهاز الأمن العام.
تدرج بالرتب حتى أصبح قائدا لمنطقة عجلون، ثم قائدا لمنطقة الكرك، فقائدا لمنطقة إربد ، فقائدا لمنطقة نابلس عام 1957، فقائدا لشرطة العاصمة في عمان.
في حرب 1948
كان قائدا للسرية الثانية عشرة في الجيش الأردني وقد خاض معركة حامية الوطيس مع العصابات الصهيونية في مستعمرة كفار عصيون قرب الخليل، وقد احتل المستعمرة منهم وطرد اليهود منها، وبقيت الخليل في أيدي العرب بفضل هذه المعركة ولم تخضع للاحتلال اليهودي مع أراضي 1948، وقد أسر ثلاثمائة من جنود اليهود، ومنهم ابنة يوسي ساريد وأحضرهم مكتوفي الأيدي إلى عمان، فمعسكر الاعتقال في أم الجمال / المفرق، مرورا بالسلط، فعلم السلطيون بقرب قدوم الأسرى اليهود من طريق السلط فخرجوا من بيوتهم هائجين حاملين أسلحتهم وتجمعوا على طريق وادي شعيب عمان يريدون القضاء على الأسرى اليهود انتقاما لمجازرهم على أهل فلسطين، عندها صدرت الأوامر للنقيب حكمت مهيار وقد وصل إلى الشونة مع أسراه، بأن يعالج الموضوع بحنكته ودرايته مع أهله بالسلط، فعندما وصل إلى السلط وجد جموع غفيره من الرجال الغاضبين، وقف خطيبا على منصة النقطة أول المدينة وخاطب أهالي السلط بأن هؤلاء أسرى، وأن العرب لم يعتادوا منذ عهد الرسول الاساءة للأسرى وأن أهالي السلط هم أهل شهامة ونخوة تأبى عليهم الإساءة لهم وأنهم الآن أسرى الملك حتي يرى الملك عبد الله الأول ما يراه في أمرهم.
نال وساما رفيعا من الملك عبد الله إثر هذه المعركة، عين مديرا للمباحث العامة فقائدا لشرطة العاصمة ثم عين مديرا للامن العام سنة 1968، ثم عين محافظا للعاصمة.
وإذ يغيّب الموت اللواء المتقاعد مدير الأمن العام الأسبق حكمت مهيار(1914-2013)؛ ويشيّع اليوم، فإنّنا أمام سجلٍّ حافل يستحقّ الاحترام، ونحن نقلّب سيرة هذا الرجل الذي هو بعمر الوطن، واحتفظ بكلّ ذلك العطاء، وكان شاهداً على بطولات الجيش الأردني في المعركة الفاصلة (كفار عصيون).
في كتاب (مذكرات اللواء المتقاعد مدير الأمن العام الأسبق حكمت مهيار)، لمؤلفه الباحث المؤرخ محمد نزال العرموطي، ما يرويه عنه بأنّ رواتب أفراد الشرطة عند بداية تأسيس الإمارة كانت مثل رواتب أفراد الجيش، باستثناء أفراد شرطة العاصمة؛ إذ كان ما يتم تقاضيه عند بداية الانخراط بالشرطة (العاصمة) مبلغ خمسة جنيهات في الشهر.
وقرأتُ أنّ الشرطي حين كان يمرّ عليه أكثر من شهرين في الخدمة يتم إجراء امتحان له، فإذا اجتازه يترقى من رتبة جندي- شرطي(ج.شرطي) إلى رتبة شرطي. ويرتفع راتبه الشهري ليصبح (6 جنيهات)، وهو مماثل لراتب العريف في القوات المسلحة آنذاك، وقد كان هذا المبلغ يكفيه، بل إنّه يزيد عن حاجته!!.. وذلك لأنّ كلّ شيء كان رخيص الثمن في المأكل والمشرب والملبس والمسكن؛ فعلى سبيل المثال كانت أجرة البيت في عمان لا تزيد عن جنيه واحد في الشهر.
في الواقع تكثر الطرائف والنوادر من الحديث في هذه الذكريات التي واصلها الباحث الجاد المخلص لعمله عمر العرموطي العام الماضي، وهو ما يؤكّد قيمة أن نروي عن رجالاتنا ونستذكر معهم كلّ ذلك الزمان. وهي قصص كان يرويها مهيار قبل رحيله بعام.
المذكرات كتاب جاء مدعّماً بعدد كبير من الصور، في 400 صفحة من القطع الكبير، مشتملاً على أحداث عايشها الراحل ورواها بنفسه بأسلوب قصصي مشوّق. وهو يتحدث عن فترة هامة من تاريخ الأردن الحديث تمتد من بدايات تأسيس إمارة شرق الأردن في العشرينات من القرن الماضي وحتى فترة الثمانينات منه.
ذكر العرموطي أنّ مهيار ولد في السلط عام 1914، ودرس في مدرسة تجهيز السلط التي سميت فيما بعد بثانوية السلط، ثمّ درس في مدرسة التجهيز بعمان، والتحق بالخدمة العسكرية عام 1933 برتبة شرطي، وقد تدرّج بالرتب العسكرية حتى رتبة أمير لواء. وخدم في شرطة العاصمة حتى عام 1943، ليلتحق بالسرية السابعة(الحامية الأولى) فلسطين/ حيفا عام 1944، فيلتحق بالحامية الثانية في بغداد مساعداً لقائد الحامية، فيعود للحامية الأولى/فلسطين قائداً للسرية الخامسة عشرة مع الترفيع لرتبة رئيس، فيعود إلى شرطة العاصمة مساعداً لقائد الشرطة عام 1945. فينتقل قائداً لدرك عجلون عام 1946، ليعمل مساعداً لقائد شرطة العاصمة عام 1946 بإرادة ملكية لأسباب أمنية في العاصمة.
ليصبح قائداً للسرية الثانية عشرة في (وادي الصرار) بفلسطين، مفترق طريق غزة/يافا/القدس عام 1947، ثم قائداً لقطاع الخليل في 11/12/1947، حيث تمّ تحرير جبل الخليل، وقاد حينها قوةً من الجيش الأردني في شنّ هجوم على مستعمرة(كفار عصيون)، والمستعمرات المجاورة لها عام 1948، إذ تمكن الجيش الأردني في هذه المعارك من أن يأسر 300 أسير، وكان كلّ هؤلاء مسلحين عدا من لاذ بالفرار.
نُقل مهيار قائداً لمعسكر الأسرى في(أم الجمال) عام 1948 أثناء إعلان الهدنة مع إسرائيل، ليعود عام 1948 إلى شرطة العاصمة فيعمل مساعداً لقائد الشرطة، فينقل قائداً لشرطة العاصمة حتى عام 1956، وفي عام 1956، بعد الإعلان عن تعريب الجيش الأردني، صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيينه مديراً للمباحث العامة بدلاً من المدير السابق البريطاني السير(باتريك كوكهل). ثم ينقل قائداً لمنطقة إربد، وكانت تسمى منطقة عجلون عام 1956، وفي عام 1957 نقل قائداً لشرطة العاصمة.
وفي 7/7/1964 صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيينه مديراً للأمن العام. وفي عام 1968/1969 أصبح محافظاً للعاصمة، ليحال على التقاعد بتاريخ 26/11/1970، وقد قام بتأسيس جمعية دار الأيتام ومقرها في حي المحطة بعمان بالاشتراك مع الراحل ضيف الله الحمود وعدد من رجالات الوطن حتى وفاته.
حمل مهيار عدداً كبيراً من الأوسمة الأردنية والعربية والأجنبية، وكان تزوج من المرحومة فايزة بنت أديب سعيد مهيار، ووالدها أديب سعيد مهيار من مؤسسي جامعة النجاح بنابلس، وله ثلاثة أبناء: الدكتور مطيع والمهندس باسل ونصال وبنت واحدة هي المهندسة سناء، وقد زار كثيراً من الدول العربية والأجنبية.
في المذكرات نقرأ أنّ الجيش الأردني في معركة كفار عصيون بقيادة حكمت مهيار كان أحرز نصراً غير مسبوق منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي، بدليل 300 أسير إسرائيلي، فقد صنع أسود جيشنا الباسل النصر المبين في معركة كفار عصيون التي رآها مهيار نصراً فاصلاً، فبفضلها لم تتمكن إسرائيل من احتلال الخليل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق