نسيتُ ميلادها
شغلتني هذه الايام بزعلها ، دوختني بشغبها ، طوقتني بالمتاعب ، فنسيت . نسيت الموعد . لو انها تركتني اصحو من نومي لاستعيد عافيتي ، لو انها امهلتني حتى اخذ قسطي من الراحة ، استجمع افكاري قليلا ، كنت أكيد ساتذكر ، لكنها ومنذ الصباح ايقظتني وكنت لم انم الا ساعتين لاتكفي لخمسيني مثلي . ايقظتني لتعاتبني باني لم اتذكر ميلادها ، وستعتبر ذلك من علامات عدم الاهتمام . ماذا افعل ؟ أي عذر أقدم ؟ لقد نسيت ، وهل هذا عذر كافٍ !!!
شغلتني عنها بها ، نسيتُ الايام ، لم أتبينها جيداً ، لم أُميز اليوم من الغد ، انا لا أتقصد الاهمال طبعاً ، لكن الموضوع جاء هكذا بكل بساطة ،،،،إني نسيت .
هي التي كانت تعتبر تذكري لتفاصيل حياتها من دلائل اهتمامي بها ، ترى كيف ستفسر جريمة نسيان مولدها ، بل مولدي أنا ، من بعد خمس عقود قضيتها قبلها دون أدنى شعور بلذة الحياة ، حتى اخرجتني هي للدنيا وعلى يديها .. كانت بالنسبة لي قابلةً مأذونة بالحب .
ياللحظ العاثر ، ياللعمر الغادر ، ياللذهن الغائب الحاضر .
ماذا افعل ، هي بحاجة الى دليل كي توغل في الزعل ، وتشعرني بالذنب ، وهذه الذاكرة الخمسينية الرديئة تآمرت معها علي َّ . ما أكرم ذاكرتي المتهرئة التي ساقت لها دليل عدم حبي حتى اوصلته لتحت قدميها ، وهي تقتنص الفرص كي تشهرها سلاحاً بوجهي . ستعتبر ذلك كارتاً احمراً لخطأ شنيع .
لا ، ليس هذا موعدٌ ملائمٌ لغدر الذاكرة ، كان عليها ان تختار مناسبة أقل حساسية ، ماذا افعل ؟ ياحبيبتي : هذه مزايا ذاكرة الرجل الخمسيني ، فما بالك لو كان عاشقا ، مابالك لو كان عاشقاً لامرأة مثلك .هذا ذنبك فانت لم تبقِ لي عقلاً كي أتذكر،، سامحك الله .
سامحيني ،،
0 التعليقات:
إرسال تعليق