المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

إنظم لصفحتنا على الفيس بوك

المرجوا إنتظار 30 ثانية تجاوز

الأحد، 14 يوليو 2013

بقلم د. توفيق هندي تفجير بئر العبد في إطاره الصحيح.

تفجير بئر العبد في إطاره الصحيح. 

د. توفيق هندي

مرت أحداث عبرة وبعدها تفجير بئر العبد ولم تشكل الحكومة! ولكن المشكلة أكبر من تشكيل حكومة وتكمن في أن الدولة اللبنانية تفرغ وتتجه نحو الضمور فالزوال.
فالمجلس النيابي شرعي قانوني ولكنه يفتقر إلى المشروعية الشعبية بحكم تمديده لنفسه، وهو معطل بحكم تخوف مشروع لدى 14 آذار من إستئثار الرئيس بري ومن وراءه حزب الله، بقرار aسلطة الدولة اللبنانية، في ظل حكومة تصريف أعمال معطلة ومخاوف حقيقية بفراغ في رئاسة الجمهورية بعد حوالي عشرة أشهر.
وقرار السلطة التنفيذية (أي مجلس الوزراء مجتمعا") معطل إلا في حالات إستثنائية يصعب الإتفاق على "إستثنائيتها" بحكم التجاذبات السياسية والمذهبية الحادة. ووزراء الحكومة ملوك في وزاراتهم في ظل فقدان الرقابة والمحاسبة. وتبقى رئاسة الجمهورية المؤسسة الدستورية الوحيدة الفاعلة حتى تاريخ 25 أيار 2014.
والرئيس سليمان، بالرغم من ضمور صلاحيات رئاسة الجمهورية وضخامة مسؤولياتها كما ضخامة التحديات الداخلية والدولية والإقليمية، يبقى الأفعل في الدولة ويحسن ممارسة صلاحياته ومسؤولياته، ويبقى الملاذ الأخير لخلاص لبنان-الدولة وبالتالي لبنان-الكيان المميز.
والخشية الأكبر المباشرة هي في شغور مراكز القيادات العسكرية والأمنية بفعل التجاذبات السياسية والمذهبية، ولا سيما قيادة الجيش ومديرية الأمن الداخلي، إلى جانب شواغر أخرى في الإدارة.
ثمة أسباب عديدة في ما وصل لبنان إليه. غير أن السبب الأساسي والرئيسي هو، دون أي شك، عدم حصرية السلاح وحصرية إستخدامه في يد الدولة، أي وجود ترسانة ضخمة في يد حزب الله (بررت وجود السلاح في المخيمات وفي أيدي تنظيمات أخرى)، بخلاف ما أوجبه إتفاق الطائف من حل كافة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية.
ولا بد هنا من الإشارة إلى الحديث المتكرر عن أن سلاح حزب الله شرعي وقانوني عملا" بوجود "الثالوث" (جيش، شعب ومقاومة) في بيانات الحكومات المتعاقبة والذي فرض "بقوة السلاح"، وأنه دستوري ميثاقي بحكم الإشارة إلى "المقاومة" في إتفاق الطائف.
والحقيقة، أن إدخال "الثالوث" على متن البيانات الوزارية يشكل مخالفة دستورية ويناقض أبسط مسلمات ومبادئ قيام الدولة في أي بلد بالعالم. كما أن "الثالوث" سقط مع إستقالة الحكومة الميقاتية ولن يكون هذا موجودا" في بيان أيت حكومة مستقبلية.
ومن جهة أخرى، لا وجود لكلمة مقاومة ولا لمضمونها في إتفاق الطائف الذي هو مشروع قيام الدولة بالأساس، كما أن الحديث عن إستخدام كافة الوسائل لتحرير الأرض من الإحتلال الإسرائيلي في إتفاق الطائف، يعني حصرا" الدولة، علما" أن حزب الله كان ضد إتفاق الطائف عند إقراره. أما اليوم، فإن كلمة "المقاومة" هي مرادفة لحزب الله المسلح وقد أعطاه حافظ الأسد منذ بداية عهد الوصاية السورية "شرف حصرية المقاومة".
لا بد من الإشارة أيضا" أن حزب الله تنظيم جهادي إسلامي (بمفهومه الخاص) له مشروعه الأممي وليس فقط الإقليمي، وهو بعلاقة عضوية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقد ولد من رحمها، وهو بعلاقة تحالف إستراتيجي معها ومع الحكم الأسدي. إضطر مؤخرا" أن يكشف عن وجهه الحقيقي هذا! فتدخله إلى جانب الحكم الأسدي هو تدخل إستراتيجي لا عودة عنه! وأولويته تحددها مصلحة مشروعه الإستراتيجي التي تقوده إيران الإسلامية وليس بالتأكيد المصلحة السيادية اللبنانية. من هنا، لا نفع من مناشدته للعودة إلى "لبنانيته" والنظر بمصلحة لبنان أولا"، أو مصلحة الشيعة. فهو لا ينظر إليها إلا من خلال مشروعه العام ولا يرى أي تناقض بين مشروعه هذا والمصلحة اللبنانية.
من الخطورة بمكان أن تدخل حزب الله في سوريا هو بهدف إبقاء الأسد ممسكا" بمقاليد السلطة في سوريا، وإن لم يتمكن، فلمساعدته على "التنظيف المذهبي" للساحل السوري (القصير ومن ثم حمص) وربطه بلبنان-حزب الله عبر الهرمل لتكوين كيان أمر واقع جغرافي-عسكري-أمني عابر للحدود اللبنانية-السورية يشكل قاعدة صلبة لقوى الممانعة والمقاومة التي تقودها إيران بالمنطقة. وهذا يحتم بالضرورة تهزيل الدولة اللبنانية والتعامل معها ب "القطعة" لخدمة هدفه التكتي وبما لا يتعارض مع مخططاته الإستراتيجية ومشروعه العام.
والخطير أيضا" أن لا حل بالأفق للوضع الكوارثي في سوريا في ظل تخبط السياسة الأميركية والأوروبية في المنطقة ورعونة السياسة الروسية التي تتغذى من ضعف أخصامها أكثر من قوتها الذاتية و"ثعلبة" السياسة الإيرانية التي أحسنت كسب الوقت من خلال إنتخاب رئيس "معتدل" يوحي بإمكانية ليونة ما والتوصل إلى صفقة مزعومة مع أميركا لطالما حلم بها أوباما. فإيران تقاتل في سوريا دفاعا" عن نفوذها في المنطقة وصولا" إلى أن تتمكن من الإستحصال على القنبلة النووية، فتقلب الموازين في المنطقة لصالحها.
أما حزب الله، فهو جزء من كل، متحفذ لقتال إسرائيل إن قاتلته أو إذا إقتضى الأمر في لبنان أو في الجولان، وهو يراكم السلاح النوعي الوافد عبر سوريا ويحارب في سوريا "أميركا، إسرائيل والتكفيريين"، دفاعا" عن لبنان، كل لبنان!
بكلمة، أدخل حزب الله لبنان في آتون الحرب المدمرة القادمة على المنطقة والتي تشكل سوريا ساحتها الرئيسية اليوم، إلى جانب زلازل الربيع العربي وتداعياتها، ولا يشكل إنفجار بئر العبد إلا بروفا صغيرة لما ينتظر لبنان!
إزاء هذه اللوحة السوداء، تبدو واهية الإستنكارات بالجملة وللمجاملة، كما الدعوات للحوار وتدوير الزوايا وتنظيم الخلاف وخفض لهجة التصعيد والتسريع في تشكيل حكومة وفاق وطني، أو بالأحرى حكومة مساكنة مستحيلة أو حكومة خلاف وطني....
كل هذه الطروحات غير واقعية. فماذا يكون بيان حكومة إئتلافية؟ بالضرورة، سوف يحتوي على "الثالوث" لأن حزب الله لن يقبل أقل منه. وإذا قبل بتضمين البيان إعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس، فهو عمليا" يمارس عكسها!!!!
ما العمل إذا"؟
البداية لا يمكن أن تكون إلا بالإسراع بتشكيل حكومة حيادية (لا 8 ولا 14 ، لا مباشر ولا غير مباشر) وعدم إنتظار أي طرف داخلي أوإيحاء أو دعم خارجي لتشكيل الحكومة، ووضع الجميع داخليا" وخارجيا" أمام مسؤولياته! أليس لبنان ضحية تخبط المجتمع الدولي وسياسات اللاعبين الصغار و"المحاصصين" في الداخل؟؟!! فلنقوم بما يمليه علينا واجبنا الوطني وضميرنا، وما هو يتعدى ما يسمى بأفضل الممكن، لأن أفضل الممكن هو من أسوء ما يكون في هذه الحالة التي يعيشها لبنان اليوم.
ثمة فرصة أمام الرئيس المكلف تمام سلام، فهل يلتقطها؟؟!! نأمل ذلك.
وثمة دور وطني كبير ينتظر الرئيس سليمان لكي يدخل التاريخ من بابه العريض. لا أظن أنه سيخيب ظن اللبنانيين! 

0 التعليقات:

إرسال تعليق