كيف تعرف الملك حسين على الملكة علياء
بقلم : الاميرة هيا بنت الحسين
هذه قصة امي الملكة علياء
(ابنة السفير )
لقد كانت امي قرة عين جدي فأحبها اكثر من اي شيء اخر قد كنت الاحظ ذلك عنما كنت طفلة حين كان يتحدث عنها في غيابها بطريقة ترسم ابتسامة خاصة على محياه ويسرح بفكره كأنه يتحدث عن صديقة كما هي له ابنة وبمثابة حب حياته وقد اخبرتني جدتي ذات مرة عندما كنا نتحدث عن وفاتها كيف انها تغيرت في اسابيع حياتها الاخيرة حيث فقدت الكثير من زنها كما انها كانت تدفع بنا انا وعلي وعبير الى حضن جدينا كلما اجتمعنا فقد كانت قلقة بأن شيئا مروعا سيحدث وكنا نعتقد بأنها تفكر بأن ذلك الشيء سيصيب والدي الذي كان يعيش دوما في دائرة الخطر الا انها عنما توفيت والدتي قال جدي لأبي بأن علياء وهبت حياتها له وان لا احد كان قادرا على ذلك سواها وعلى قدر ما اعرف نوعية الرجال من معدن جدي فإنني اقدر مدى المعاناة التي كان يمر بها عندما نطق بتلك الكلمات التي كنت اعرف ما يعني بها من رحمة لروح والدتي على الرغم من الالم الذي كانت تلك الكلمات تعني له ويبدو لي انني احسر القراء على الرغم من انني اريد فقط ان اخبرهم عن التربية التي يمكن ان تصنع ملكة فدعوني اسرد عليكم تسلسل حياتها :
جاءت والدتي الى الدنيا في الخامس والعشري من كانون الاول _ ديسمبر 1948 في القاهرة انتسبت الى الكثير من المعاهد الدراسية حسب تنقل جدي في مناصبه الرسمية وتخرجت اثناء عمله في ايطاليا جامعة لويولا بإجازة في العلوم السياسية وحصلت على الماجستير في التجارة بتخصص رئيسي في العلاقات العامة وفرعي في علم النفس من كلية هنتر في نيويورك عندما كان والدها هناك
التقت بوالدي في حفل زفاف في الاردن بينما كان جدي في منصبه بين روما ونيويورك وعنما عاد جدي وعائلته بعد عام ونصف العام الى الاردن عملت والدتي في دائرة العلاقات العامة في الخطوط الملكية الاردنية بعدها بستة اشهر تمت خطبة والدي التي استمرت لأربعة اشهر تزوجا بعدها في حفل صغير في عمان و من ثم جرى تغيير اسم والدتي من علياء بهاء الدين طوقان الى الملكة علياء الحسين حيث تم زفافهما في 24 كانون الاول _ديسمبر 1971 وفي عام 1973 حملت والدتي بي حيث كانت في اشهر حملها الاولى فتألمت من ضرس العقل بينما كان والدي في لندن وحين كانت والدتي تتعالج في مدينة الحسين الطبية سمعت من بعض الممرضات عن طفلة ادخلوها الى وحدة العناية المركزة حيث كانت ووالدها الناجيين الوحيدين من حادثة سقوط طائرة (توبوليف ) سوفياتية الصنع على منزلهما الذي يقع بالقرب من المطار ولم يصب الاب بأذى بينما بقيت الطفلة عبير ذات الستة اشهر لمدة اربعة ساعات تحت ركام المنزل وحطام الطائرة قبل ان ينتبه عمال الانقاذ الى انها على قيد الحياة فهرعوا بها الى المستشفى وبقيت طوال اسابيع دون استجابة للعلاج واصيبت كذلك بالحصبة وذات الرئة وبعد ان زارتها والدتي مرات عدة سألت الاب عن خططه بالنسبة لأبنته فقال بأنه سيعرضها للتبني حيث انه لا يستطيع العناية بها لوحده وعندها سألته والدتي ان كانت تستطيع هي ان تبناها فما كان من والد الطفلة عبير الا ان اجهش بالبكاء على كتف امي طوال ساعتين وانتقلت عبير بعدها للإقامة في القصر وعلى الرغم من ان الوليد الاول لوالدي لم يكن قد قدم الا ان كانت عبير بالنسبة اليهما الطفلة الاولى وبعد ذلك وفي ايار مايو ولدت انا وبعدها بعام ونصف العام ولد اخي علي في ديسمبر 1975
كانت امي تمتلك سوارا عليه اسم الحسين حيث قامت هي بتصميمه واشرفت على صياغته وكان السوار عبارة عن اسطوانات منقوش على علي احداهما اسم ابي وتاريخ ميلاده وعلى التالية عبير ثم علي وانا اما عن الاسطوانة الاخيرة اسمها وتاريخ ميلادها كنت احيانا اسألها عن سبب حملها ذلك السوار فتقول لي لأنه عائلتنا وعندما كنت اسألها عما سيحصل ان رزقنا بأخوة او اخوات اخرين فتبتسم لي وتقول (( هذه عائلتنا ))
تابعونا بكل جديد على صفحتنا على الفيس بوك لايك وشير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق