دار الإفتاء الفلسطينية توضح حكم استخدام الصائم للصقة النيكوتين
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
فإن لصقات النيكوتين من نوازل هذا العصر، وهي عبارة عن شريط مطاطي لاصق، ينبعث منه النيكوتين على هيئة مادة لزجة يمتصها الجلد، وتدخل إلى الدم عبر الشعيرات الدموية.
وقد اختلف العلماء المعاصرون في حكمها بالنسبة للصائم إلى فريقين، بين مانعين ومجيزين، ومن حجة المانعين أن هذه اللصقات تمد الجسم بالنيكوتين كالتدخين تماماً، فلا فرق بينهما في الحكم.
أما المجيزون فيرون أن ما يدخل الجسم عن طريق الجلد مثل الدهونات والمراهم واللصقات العلاجية كله ليس مفطراً.
وعليه؛ فإن مجلس الإفتاء الأعلى يرى أن هذه اللصقات شبهة من الشبهات، التي يؤمر المسلم بالابتعاد عنها، لقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ...» [صحيح مسلم، كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات]، فالأحوط للدين الامتناع عن استخدام هذه اللصقات، حفاظاً على سلامة العبادة، والله تعالى أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
0 التعليقات:
إرسال تعليق