المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

إنظم لصفحتنا على الفيس بوك

المرجوا إنتظار 30 ثانية تجاوز

الأربعاء، 17 يوليو 2013

جنازة عسكرية لـ أبو السكر الساعة 10:30 من صباح يوم الغد من مجمع فلسطين الطبي

 وفاة عميد الأسرى المحررين احمد ابو السكر " 77 عاما" بنوبة قلبية

من قصص البطولة والفداء

أحمد جبارة أبو السكر
 
عميد المعتقلين الفلسطينيين و أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال

فلسطين - خاص :

(أنا أبو السكر أتمشى قليلاً في مردوان سجن عسقلان … هي سماؤكم وحدكم أم سمائي… و هو سلامكم وحدي أم سلامي … تشهد الزنزانة و شيبي و كأس القهوة أني استقبلت فرحكم بجوعي و سعالي و أيقظت نومي أكثر من مرة لأسمع نشيدكم فكنت الأجمل و الأقوى و الأكبر من جدران بئر السبع و مجدّو .. فأين أنتم ؟) ... مقاطع من أشهر العبارات التي قيلت على لسان أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال أحمد جبارة أبو السكر من بلدة ترمسعيا قضاء رام الله ابن السابعة و الستين عاماً و الذي شارف على دخول بوابة العام 28 في السجن منذ اعتقاله في العام 1976 ..
أبو السكر أطلق رسالة له مؤخراً من السجن  بمناسبة مرور 27 عاماً على اعتقاله الطويل أطلق فيها العنان لمشاعره المجبولة بالشوق للحرية و ساعة الفرج و الانعتاق من الظلمة و القضبان .
يقول أبو السكر في رسالته : "ها هي سبعة و عشرون عاماً من عمري تمضي خلف القضبان و حلمي و أملي بالحرية لم تنطفئ جذوته و ثقتي بشعبي و كلّ الأحرار من أمتي ما زالت قوية و روحي لا تزال معكم تقاتل في خنادقكم و تكافح في صفوفكم تفرح لانتصاركم و تتألم لألمكم … و قلبي لا ينفكّ يصلي للواحد القهار أن يزيل هذا القهر و أن يجلّي العتمة و الظلمة و أن نرى الشمس و نتخلّص من القيود التي تأكل معاصمنا و السياط التي تأكل أطرافنا" .
و يمضي أبو السكر في رسالته موضحاً وسائل مبرمجة من وسائل الموت البطيء الممنوع استخدامها في الأعراف الدولية : "مع كلّ يومٍ يمضي يزداد إحساسنا بالموت البطيء و يزداد الوهن في أجسادنا التي لم تعد تحتمل أساليب القتل المنظم و التجويع المبرمج و لم نعد نحتمل وسائل التخدير و التسكين في وجه الأمراض التي تستفحل في أعضائنا و أجسادنا حيث يستعملوننا كحقول تجارب … لقد صار الموت أهون على نفوسنا من هذا العذاب الذي نعيشه كلّ يوم و كل ساعة و كل لحظة" .
و يعبّر أبو السكر عن الأسى الذي يلحق بالأسرى من إهمال و تجاهل حيث يقول : "و تزداد نفوسنا ألماً و حزناً و نحن نمضي في غياهب السجون و نعاني من الإهمال و التجاهل و عدم الجدبة في نصرتنا و عدم الاهتمام بمصيرنا الذي غدا و يغدو مجهولاً مظلماً . فعندما نشاهد في الصحف و التلفاز اعتصاماً من أجل الأسرى لا نكاد نرى بضع أفراد أو عشرات و نحن الأسرى نعتقد أن هناك الكثير من الإمكانات لدى شعبنا و قياداتنا و تنظيماتنا لعمله من أجلنا  و تخليصنا و الإفراج عنا ، و لقد آن الأوان لتسخير القليل من الجهود والاهتمام الجاد لكي نكون محوراً و أولوية من أولويات شعبنا الفلسطيني" .
و تمثّل معاناة أبو السكر صورة حقيقية لفصول الأسى و الظلم الفادح الذي لحق و يلحق بملف الأسرى الذين رسموا مأساة القيد و جذر المعاناة الحية لقطاع حيويّ من فئات الشعب الذي يتوق لنيل حريته .
ولد أحمد جبارة أبو السكر في قرية ترمسعيا عام 1936 و هو متزوج و له 6 أبناء مناصفة بين الذكور و الإناث من زوجتيه اللتين اقترن بهما و بقيت إحداهن على ذمته .
تعرّف على مصطفى عيسى (أبو فراس) محافظ رام الله الحالي و الذي عرّفه على خليل الوزير و انخرط في العمل العسكري في الضفة الغربية . أبو السكر منفّذ أشهر العمليات العسكرية المعروفة باسم الثلاجة و التي وقعت في ميدان صهيون وسط تل أبيب في يوم الجمعة 5/7/1975 و أسفرت في حينها عن مقتل 13 صهيونياً و إصابة 78 آخرين بجروح مختلفة و اعتقل لاحقاً عليها أثناء عودته من الأردن على جسر اللنبي .
و تعرّض أبو السكر لتحقيقٍ قاسي لمدة خمسة أشهر متواصلة استخدمت فيها وسائل التعذيب الجسدي و النفسي دون جدوى من نيل الاعتراف و أصدرت محكمة رام الله العسكرية حكمها المؤبد و 30 عاماً أخرى بعد اعتراف آخر من بلدة الزاوية عليه .
تنقل أبو السكر في السجون و آخرها في سجن عسقلان . و قد رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه في عمليات تبادل الأسرى التي تمت سابقاً على الرغم من كبر سنه و طول سجنه و معاناته من الأمراض التي ترافقه مثل مدة الحكم عليه بالسجن .
و يصف الأسير المحرّر الشهيد أحمد مرشود الذي عاش مع أبي السكر في سجنه و أصدر كتيّباً عنه حول مذكراته كأقدم أسير فلسطيني يصفه بأنه صاحب همة عالية أعجزت المعتقلين الشبان من حوله و أنه يملك نفساً لا تعرف الضعف و الوهن .
و يقول مرشود إن أبو السكر يقرأ يومياً من القرآن الكريم ما بين 10 - 13 جزءاً من القرآن   بينما يختمه يومياً في رمضان . و قد حاول أبو السكر الهرب من السجن عندما استعان بزوجته التي أدخلت منشاراً وضعته داخل الحذاء و تم العثور عليه في التفتيش و اعتقلت زوجته و حقّق معها و حكمت مدة ثمانية شهور و غرامة مالية قيمتها 3500 دينار أردني و منعت من مغادرة الأراضي الفلسطينية و السفر نحو عشرين عاماً حتى عادت السلطة الفلسطينية في العام 1994 .
و خاض أبو السكر في سجونه 13 إضراباً عنة الطعام عدا عن مئات الأيام المتفرقة من إضرابات احتجاجية و تضامنية . و يقول مرشود إن البرنامج اليومي لأبي السكر في السجن يبدأ في الثانية و النصف صباحاً و يبدأ بالصلاة و قراءة القرآن و انتظار صلاة الفجر ثم النوم بعدها و الاستيقاظ قبل العدد اليومي و قراءة جزء جديدٍ من القرآن و التوجه لممارسة الرياضة بعد العدد حوالي ساعتين و من ثم الوضوء في ساحة الفورة و أداء الصلاة و العودة لتناول طعام الغذاء و نوم القيلولة مدة ساعة و العودة للفورة و أداء صلاة العصر و البقاء فيها حتى الخامسة و النصف ثم صلاتي المغرب و العشاء و الجلوس مع الإخوة المعتقلين ثم قبل النوم أداء الصلاة و قراءة خمسة أجزاء من القرآن ما بين 8 - 9 أجزاء و من ثم الذهاب للنوم .
و يقول مرشود إن أبا السكر لا يشرب الشاي منذ 20 عاماً و بالنسبة للقهوة لا يتناولها منذ 7 سنوات . و مع إطلاق سراح أبي السكر يوم أمس عبر عن فرحه الممزوج بالحزن و الأسى لأنه ترك خلفه بضعة آلاف من إخوانه المعتقلين الذين قاسمهم "الحلوة و المرة" و تركهم في مرحلة تكاد تكون الأخطر في مراحل الاعتقال حيث شرعوا بإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام .

0 التعليقات:

إرسال تعليق